جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
204059 مشاهدة print word pdf
line-top
كتابة الأقدار قبل خلق الخلق

...............................................................................


قد ورد في الحديث أن الله لما خلق القلم أمره أن يجري في تلك الساعة بما هو كائن، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة كل شيء يحدث فإنه مكتوب قبل أن تُخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة أو بما شاء الله. فسر بعض العلماء قوله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قالوا إن المراد بعد ما بين الأرض السابعة إلى العرش أنه خمسون ألف سنة، فذكر بعضهم أن كل سماء كثفها خمسمائة سنة، وما بينها وبين السماء التي تليها خمسمائة سنة فتكون السماوات أي: من السماء الدنيا إلى السماء السابعة سبعة آلاف سنة. والأرضون كذلك. أي: كل أرض بينها وبين الأرض الأخرى خمسمائة سنة، وغلظها خمسمائة سنة، فتكون الأرضون أيضًا سبعة آلاف، فمن أسفل الأرض السابعة إلى السماء السابعة أربعة عشر ألف سنة. وما بين السماء السابعة إلى العرش ستة وثلاثون ألف سنة يعني مسيرة، أو مقدار ما بينهما. ولا شك أن هذا دليل على عظمة هذه المخلوقات.

line-bottom